نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 529
آيتان بلا خلاف.
قوله «فأراد» يعني فرعون «أَن يَستَفِزَّهُم» يعني موسي و بني إسرائيل «من الإرض» أي يخرجهم منها بالنفي و القتل و الإزعاج كرهاً، من أرض مصر. و أصله القطع بشدة، فزّز الثوب إذا قطعه بشدة تخريق.
فأخبر اللّه تعالي إنا أغرقناه عند ذلک في البحر، «وَ مَن مَعَهُ» من جنده و أتباعه و نجينا بني إسرائيل مع موسي (ع) و قلنا لهم من بعد هلاك فرعون «اسكُنُوا الأَرضَ» يعني أرض الشام، «فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ» يعني يوم القيامة و هي الكرة الآخرة «جِئنا بِكُم لَفِيفاً» أي حشرناكم إلي أرض القيامة، مختلطين من کل قوم و من کل قبيلة، قد التف بعضكم علي بعض لا تتعارفون، و لا ينحاز منكم أحد إلي قبيلة، و من ذلک قولهم: لففت الجيوش إذا ضربت بعضها ببعض فاختلط الجميع، و کل شيء اختلط بشيء فقد لف به، و قال مجاهد: معناه جئنا بكم من کل قوم. و قال قتادة:
جئنا بكم أجمع أولكم و آخركم، و هو قول إبن عباس و مجاهد- في رواية- و الضحاك. و (لفيف) مصدر تقول لففته لفاً و لفيفاً، فلذلك أخبر به عن الجميع و لفيفاً نصب علي الحال.