و اختلفوا في الإمام ألذي يدعون به يوم القيامة، فقال مجاهد و قتادة: إمامه نبيه. و قال إبن عباس: إمامه كتاب علمه. و روي عنه ايضاً أن إمامهم كتابهم ألذي انزل اللّه اليهم فيه الحلال و الحرام و الفرائض و الأحكام. و قال البلخي:
بما كانوا يعبدونه، و يجعلونه إماماً لهم. و قال ابو عبيد:
بما كانوا يأتمون به في الدنيا. و هو قول أبي جعفر و أبي عبد اللّه (ع) .
و قوله «فَمَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقرَؤُنَ كِتابَهُم ...» الاية، جعل اللّه تعالي إعطاء الكتاب باليمين من علامة الرضا و الخلاص، و أن من أعطي كتابه باليمين تمكن من قراءته و سهل له ذلک، و کان فحواه أن من أعطي كتابه بشماله أو وراء ظهره، فإنه لا يقدر علي قراءة كتابه، و لا يتأتي له، بل يتلجلج فيه، لما يراه من المعاصي الموبقات.
و قوله «وَ لا يُظلَمُونَ فَتِيلًا» معناه لا يبخس أحد حقه، و لا يظلم شيئاً، سواء کان مستحقاً للثواب أو العقاب، فإن المستحق للثواب لا يبخس منه شيئاً و المستحق للعقاب لا يفعل به أكثر من استحقاقه، فيكون ظلماً له. (و الفتيل) هو المفتول ألذي في شق النواة- في قول قتادة- و قيل الفتيل في بطن النواة، و النقير في ظهرها، و القطمير قشر النواة، ذكره الحسن.
و قوله «وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا» قرأ أهل العراق إلا حفصاً و الأعشي «وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي» بالإمالة. الباقون بالتفخيم و قرأ حمزة و الكسائي إلا نصيراً، و خلفاً، و أبا بكر إلا الأعشي و البرجمي «فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي» بالإمالة: الباقون بالتفخيم.
و قيل في معني الآية قولان:
أحدهما- قال إبن عباس، و مجاهد و قتادة، و إبن زيد: من کان في أمر هذه
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 504