التقدير ضرب اللّه مثلًا مثل قرية، و قيل في القرية الّتي ضرب الله بها هذا المثل قولان:
أحدهما- قال إبن عباس و مجاهد و قتادة: إنها مكة، لأنها كانت بهذه الصفات الّتي ذكرها اللّه. و قال آخرون: اي قرية كانت علي هذه الصفة، فهذه صورتها.
و قوله «كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً» أي يأمن النّاس فيها علي نفوسهم و أموالهم لا يخافون الغارة و النهب، کما يخاف سائر العرب، و يطمئنون فيها، لا يحتاجون فيها ان ينتجعوا الي غيرها، کما يحتاج غيرهم اليه: و کان مع ذلک يجيؤها رزقها، اي رزق أهلها من کل موضع، لأنه کان يجلب اليها تفضلا منه تعالي «فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللّهِ» و المراد كفر أهلها، «بأنعم الله». و انما أضاف الكفر الي القرية مجازا، و لذلك أنث الفعل. و قيل في واحد أنعم اللّه ثلاثة اقوال: