responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 422

«أَوفُوا بِعَهدِ اللّه‌ِ إِذا عاهَدتُم‌ وَ لا تَنقُضُوا الأَيمان‌َ بَعدَ تَوكِيدِها» فتكونوا ‌إن‌ فعلتم‌ ‌ذلک‌ كامرأة غزلت‌ غزلًا، و قوت‌ فوته‌ و أبرمت‌، فلما استحكم‌ نقضته‌، فجعلته‌ أنكاثاً ‌ أي ‌ انقاضاً، و ‌هو‌ ‌ما ينقض‌ ‌من‌ اخلاق‌ بيوت‌ الشعر و الوبر ليعزل‌ ثانية، و يعاد ‌مع‌ الجديد، و ‌منه‌ ‌قيل‌: ‌لم‌ بايع‌ طائعاً ‌ثم‌ خرج‌ عليك‌ ناكثاً! لأنه‌ نقض‌ ‌ما وكّده‌ ‌علي‌ نفسه‌ بالايمان‌ و العهود كفعل‌ الناكثة غزلها.

و معني‌ «‌أن‌ تكون‌» لأن‌ تكّون‌ «أمة» أعزّ ‌من‌ أُمّة، و قوم‌ أعلي‌ ‌من‌ قوم‌، يريد ‌لا‌ تقطعوا بأيمانكم‌ حقوقاً لهؤلاء، فتجعلوها لهؤلاء. و ‌قال‌ مجاهد: كانوا يحالفون‌ الحلفاء، فإذا وجدوا أكثر منهم‌ نقضوا حلف‌ هؤلاء، و حالفوا أولئك‌ ‌الّذين‌ ‌هم‌ أَعزّ، فنهاهم‌ اللّه‌ ‌عن‌ ‌ذلک‌.

و ‌قوله‌ «وَ لَو شاءَ اللّه‌ُ لَجَعَلَكُم‌ أُمَّةً واحِدَةً» اخبار ‌منه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ ‌أن‌ العباد ‌إذا‌ خالفوا أمره‌ ‌لم‌ يعاجزوه‌، و ‌لم‌ يغالبوه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ ‌ذلک‌، لأنه‌ ‌لو‌ يشاء لأكرههم‌ ‌علي‌ ‌أن‌ يكونوا أمة واحدة، لكنه‌ يشاء ‌أن‌ يجتمعوا ‌علي‌ الايمان‌، ‌علي‌ وجه‌ يستحقون‌ ‌به‌ الثواب‌. و مثله‌ ‌قوله‌ «وَ لَو يَشاءُ اللّه‌ُ لَانتَصَرَ مِنهُم‌ وَ لكِن‌ لِيَبلُوَا بَعضَكُم‌ بِبَعض‌ٍ»[1] كذلك‌ ‌قال‌ سبحانه‌-‌ هاهنا‌-‌ و لكن‌ ليمتحنكم‌ و يختبركم‌ لتستحقوا النعيم‌ ‌ألذي‌ أراده‌ لكم‌، فيضل‌ قوم‌، و يستحقوا الإضلال‌ ‌عن‌ طريق‌ الجنة، و الحكم‌ ‌عليهم‌ بأنهم‌ ضالون‌. و يهتدي‌ آخرون‌، فيستحقوا الهدي‌ يعني‌ الحكم‌ ‌لهم‌ بالهداية، و إرشادهم‌ ‌إلي‌ طريق‌ الجنة. ‌ثم‌ ‌قال‌ «و لتسألن‌» ‌ يا ‌ معشر المكلفين‌ «عَمّا كُنتُم‌ تَعمَلُون‌َ» ‌في‌ الدنيا ‌من‌ الطاعات‌ و المعاصي‌، فتجازون‌ ‌عليه‌ بقدره‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النحل‌ (16): الآيات‌ 94 ‌الي‌ 96]

وَ لا تَتَّخِذُوا أَيمانَكُم‌ دَخَلاً بَينَكُم‌ فَتَزِل‌َّ قَدَم‌ٌ بَعدَ ثُبُوتِها وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدتُم‌ عَن‌ سَبِيل‌ِ اللّه‌ِ وَ لَكُم‌ عَذاب‌ٌ عَظِيم‌ٌ (94) وَ لا تَشتَرُوا بِعَهدِ اللّه‌ِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِندَ اللّه‌ِ هُوَ خَيرٌ لَكُم‌ إِن‌ كُنتُم‌ تَعلَمُون‌َ (95) ما عِندَكُم‌ يَنفَدُ وَ ما عِندَ اللّه‌ِ باق‌ٍ وَ لَنَجزِيَن‌َّ الَّذِين‌َ صَبَرُوا أَجرَهُم‌ بِأَحسَن‌ِ ما كانُوا يَعمَلُون‌َ (96)


[1] ‌سورة‌ 47 ‌محمّد‌ آية 4
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست