قرأ نافع و إبن عامر و ابو بكر عن عاصم «نسقيكم» بفتح النون الباقون بضمها. و الفرق بين اسقينا و سقينا أنّ معني أسقيناه جعلنا له شراباً دائماً من نهر أو لبن او غيرهما، و سقيناه شربة واحدة، ذكره الكسائي قال لبيد:
سقي قومي بني مجد و أسقي نُميراً و القبائل من هلال[1]
فعلي هذا هما لغتان، و الأظهر ما قال الكسائي. عند اهل اللغة. و قال قوم: سقيته ماء كقوله «وَ سَقاهُم رَبُّهُم شَراباً طَهُوراً»[2] و أسقيته سألت اللّه ان يسقيه و انشد لذي الرّمة:
وقفت علي ربع لمية ناقتي فما زلت أبكي عنده و أخاطبه
و أسقيه حتي كاد مما أبثَّه تكلمني أحجاره و ملاعبه[3]
و قيل ان ما کان من الأنهار و بطون الأودية، فبالضم. و قال ابو عبيدة: إذا سقاه مرة يقال سقيته، و إذا سقاه دائماً يقال أسقيته.
يقول اللّه تعالي لخلقه المكلفين «إِنَّ لَكُم فِي الأَنعامِ» يعني الإبل و البقر و الغنم «لعبرة» و دلالة لأنّا «نُسقِيكُم مِمّا فِي بُطُونِهِ» و قيل في تذكيره ثلاثة اقوال:
[1] ديوانه 1: 128 و نوادر أبي زيد 213 و مجاز القران 1: 350 و اللسان و التاج «سقي» و مجمع البيان 3: 370. [2] سورة الدهر آية 21 [3] ديوانه 213 و نوادر أبي زيد 213 و المحاسن و الاضداد للجاحظ 335 و مجمع البيان 3: 333، 359 و تفسير الطبري 14: 14 و التاج و اللسان «سقي».
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 399