نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 380
رسله، فان اللّه اهلكهم و دمر عليهم، كقوم هود، و لوط، و ثمود، و غيرهم، فان ديارهم عليها آثار الهلاك و الدمار ظاهرة.
قوله تعالي: [سورة النحل (16): آية 37]
إِن تَحرِص عَلي هُداهُم فَإِنَّ اللّهَ لا يَهدِي مَن يُضِلُّ وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَ (37)
آية بلا خلاف.
قرأ اهل الكوفة «يهدي» بفتح الياء و كسر الدال. الباقون بضم الياء و فتح الدال، و لم يختلفوا في ضم ياء يضل و كسر الضاد.
فمن فتح الياء و كسر الدال احتمل ذلک أمرين:
أحدهما- انه أراد ان اللّه لا يهدي من يضله.
و الثاني- أن من أضله اللّه لا يهتدي و من ضم الياء أراد من أضله اللّه لا يقدر أحد ان يهديه، و قوّوا ذلک بقراءة أُبي «لا هادي لمن أضل اللّه» و اسم اللّه تعالي اسم (إن) و (يضل) الخبر.
و معني إضلال اللّه- هاهنا- يحتمل أمرين:
أحدهما- ان من حكم اللّه بضلاله و سماه ضالًا، لا يقدر أحد ان يجعله هاديا و يحكم بذلك.
و الثاني- إن من أضله اللّه (عز و جل) عن طريق الجنة لا احد يقدر علي هدايته اليها، و لا يقدر هو ايضا علي أن يهتدي اليها.
يقول اللّه تعالي لنبيه صلّي اللّه عليه و سلّم «ان تحرص» يا محمّد علي ان يؤمنوا و يهتدوا الي الجنة، فهم بسوء اختيارهم لا يرجعون عن كفرهم، و اللّه تعالي قد حكم بكفرهم و ضلالهم و استحقاقهم للعقاب، فلا أحد يقدر علي خلاف ذلک.
و (من) في الوجهين في موضع رفع، فمن ضم الياء رفعها لأنها لم يسّم فاعلها،
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 380