هذه الآية عطف علي الّتي قبلها، فلذلك نصب «و الخيل» و تقديرها، و خلق الخيل، و هي الدواب الّتي تركب «و البغال» واحدها بغل «و الحمير» واحدها حمار «لتركبوها» و تتزينوا بها، و نصب (و زينة) بتقدير، و جعلها زينة «وَ يَخلُقُ ما لا تَعلَمُونَ» من أنواع الحيوان و الجماد و النبات لمنافعكم، و يخلق من أنواع الثواب للمطيعين، و أنواع العقاب للعصاة ما لا تعلمون.
و حكي عن إبن عباس: أن الآية دالة علي تحريم لحم الخيل، لأنها للركوب و الزينة و الانعام لما ذكر قبل، و هو قول الحكم و الأسود. و قالوا: لأنه تعالي ذكر في آية الانعام «وَ مِنها تَأكُلُونَ»[1] و لم يذكر ذلک في آية الخيل بل ذكرها للركوب و الزينة. و ابراهيم لم يربه بأساً، و هو قول جميع الفقهاء. و قال جابر: كنا نأكل لحم الخيل علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلّم.
و قوله «وَ عَلَي اللّهِ قَصدُ السَّبِيلِ» قال إبن عباس: معناه بيان قصد السبيل أي بيان الهدي من الضلال «وَ مِنها جائِرٌ» أي عادل عن الحق فمن الطريق ما يهدي إلي الحق، و منها ما يضل عن الحق، ثم قال «وَ لَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعِينَ» و قيل في معناه قولان: