responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 328

أربع‌ آيات‌.

قرأ حمزة وحده‌ «الريح‌ لواقح‌» الباقون‌ «الرياح‌» ‌علي‌ الجمع‌، ‌قال‌ ابو عبيدة ‌لا‌ اعرف‌ لذلك‌ وجهاً، ‌إلا‌ ‌ان‌ يريد ‌أن‌ الريح‌ تأتي‌ مختلفة ‌من‌ ‌کل‌ وجه‌، فكانت‌ بمنزلة رياح‌ و حكي‌ الكسائي‌ أرض‌ اغفال‌، و أرض‌ سباسب‌. ‌قال‌ المبرّد: يجوز ‌ذلک‌ ‌علي‌ ‌بعد‌، ‌ان‌ يجعل‌ الريح‌ جنساً، و ليس‌ بجيد، لأن‌ الرياح‌ ينفصل‌ بعضها ‌عن‌ بعض‌، بمعرفة ‌کل‌ واحدة، و ليست‌ كذلك‌ ‌الإرض‌، لأنها بساط واحد.

و ‌قال‌ الفراء: ‌هو‌ مثل‌ ثوب‌ اخلاق‌ و انشد:

جاء الشتاء و قميصي‌ أخلاق‌        شراذم‌ يضحك‌ ‌منه‌ التواق‌[1]

و ‌من‌ قراء «الرياح‌ لواقح‌» احتمل‌ ‌ذلک‌ شيئين‌.

أحدهما‌-‌ ‌ان‌ يجعل‌ الريح‌ ‌هي‌ ‌الّتي‌ تلقح‌ بمرورها ‌علي‌ التراب‌ و الماء، فيكون‌ ‌فيها‌ اللقاح‌، فيقال‌ ‌فيها‌ ريح‌ لاقح‌، ‌کما‌ يقال‌: ناقة لاقح‌.

و الثاني‌-‌ ‌ان‌ يصفها باللقح‌ و ‌ان‌ كانت‌ تلقح‌، ‌کما‌ ‌قيل‌ ليل‌ نائم‌ و سر كاتم‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ انه‌ بعث‌ «الرياح‌ لواقح‌» للسحاب‌ و الأشجار تعداداً لنعمه‌ ‌علي‌ عباده‌ و امتنانا ‌عليهم‌، واحدها ريح‌، و تجمع‌ ايضاً أرواحاً، لأنها ‌من‌ الواو، ‌قال‌ الشاعر:

مشين‌ ‌کما‌ اهتزت‌ رماح‌ تسفهت‌        أعاليها مر الرياح‌ النواسم‌[2]

فاللواقح‌ ‌الّتي‌ تلقح‌ السحاب‌، ‌حتي‌ يحمل‌ الماء ‌ أي ‌ تلقي‌ اليه‌ ‌ما يحمل‌ ‌به‌ الماء يقال‌: لقحت‌ الناقة ‌إذا‌ حملت‌، و ألقحها الفحل‌ ‌إذا‌ ألقي‌ اليها الماء فحملته‌، فكذلك‌ الرياح‌ ‌هي‌ كالفحل‌ للسحاب‌، (و لواقح‌) ‌في‌ موضع‌ ملاقح‌. و ‌قيل‌ ‌في‌


[1] تفسير الطبري‌ 14: 13 و اللسان‌ «خلق‌»، «توق‌».
[2] مر ‌هذا‌ البيت‌ ‌في‌ 2: 372 ‌من‌ ‌هذا‌ الكتاب‌.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست