أخبر اللّه تعالي أنه جعَل في السّماء بروجاً. و الجعل قد يکون تصيير الشيء عن صفة لم يكن عليها. و قد يکون بالإيجاد لهُ. و اللّه تعالي قادرٌ ان يجعل في السّماء بروجاً من الوجهين، و البرج: ظهُور منزل ممتنع بارتفاعه، فمن ذلک برج الحصن، و برج من بروج السَّماء الإثني عشر، و هي منازل الشمس و القمر.
و أصله الظهور، يقال تبرّجت المرأة إذا أظهرت زينتها. و قال الحسن و مجاهد و قتادة: المراد بالبرُوج النجوم. و قوله «وَ حَفِظناها مِن كُلِّ شَيطانٍ رَجِيمٍ» يحتمل ان تكون الكناية راجعة الي السّماء، و الي البرُوج. و حفظ الشيء جعله علي ما ينفي عنه الضّياع، فمن ذلک حفظ القرآن بدرسه و مراعاته، حتي لا ينسي، و منه حفظ المال بإحرازه بحيث لا يضيع بتخطّف الأيدي له، و حفظ السماء من کل شيطان بالمنع بما أعدّ له من الشّهاب. و الرَّجم بمعني المرجوم، و الرجم الرمي بالشيء بالاعتماد من غير آلة مهيأة للإصابة، فإن النفوس يرمي عنها و لا ترجم.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 324