و الضعف نقصان القوة، يقال: ضعف يضعف ضعفاً، و أضعفه اللّه إضعافاً، و الضعف ذهاب مضاعفة القوة «لِلَّذِينَ استَكبَرُوا» اي للذين طلبوا التكبر.
و الاستكبار و التكبر و التجبر واحد، و هو رفع النفس فوق مقدارها في الوصف.
و المعني يقول التابعون للمتبوعين من ساداتهم و كبرائهم «إِنّا كُنّا لَكُم تَبَعاً» اي طلبنا اللحاق بكم، و اعتمدنا عليكم، و هو جمع تابع، كقولهم: غائب و غيّب.
قال الزجاج: و يجوز ان يکون مصدراً وصف به «فَهَل أَنتُم مُغنُونَ عَنّا مِن عَذابِ اللّهِ مِن شَيءٍ» اي هل تقدرون علي ان تدفعوا عنا ما لا نقدر علي دفعه عن أنفسنا، يقال: أغني عني إذا دفع عني، و أغناني بمعني نفي الحاجة عني بما فيه كفاية. فأجابهم المستكبرون بأنه «لَو هَدانَا اللّهُ» الي طريق الخلاص من العقاب و الوصول الي النعيم و الجنة «لهديناكم» اليه «سَواءٌ عَلَينا أَ جَزِعنا أَم صَبَرنا» أي الجزع و الصبر سيان مثلان، ليس لنا من محيص أي مهرب من عذاب اللّه تعالي يقال: حاص يحيص حيصاً و حيوصاً و حيصاناً، و حاد يحيد حيداً و محيداً، و الحيد الزوال عن المكروه. و الجزع انزعاج النفس بورود ما يغم، و نقيضه الصبر قال الشاعر:
فان تصبرا فالصبر خير مغبة و ان تجزعا فالأمر ما تريان[1]
وَ قالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَ وَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَ ما كانَ لِي عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلاّ أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لِي فَلا تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنفُسَكُم ما أَنَا بِمُصرِخِكُم وَ ما أَنتُم بِمُصرِخِيَّ إِنِّي كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمُونِ مِن قَبلُ إِنَّ الظّالِمِينَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ (22)
آية بلا خلاف.