نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 262
و قوله «ما لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَ لا واقٍ» معناه متي ما ابتعت أهواء هؤلاء الكفار، لم يكن لك من اللّه وليّ و لا ناصر يعينك عليه، و يمنعك من عذابه «وَ لا واقٍ» و لا من يقيك منه، يقال: وقاه وقاية و اتقاه، و توقاه توقياً، و الواقي الفاعل للحجر عن الأذي.
أخبر اللّه تعالي انه أرسل قبل إرسال نبيه محمّد صلّي اللّه عليه و سلّم رسلًا الي خلقه، و جعل لهم ازواجاً و ذرية، يعني اولاداً، لأنهم كانوا أنكروا تزويج النبي بالنساء، فبين اللّه تعالي ان الأنبياء قبله کان لهم أزواج و ذرية، و قد آمنوا بهم. ثم قال: و انه لم يكن لرسول يرسله اللّه ان يجيء بآية و دلالة، إلا بعد ان يأذن اللّه في ذلک و يلطف له فيه.
و قوله «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ» معناه لكل أجل قدره، كتاب أثبت فيه، فلا تكون آية الا بأجل قد قضاه اللّه تعالي في كتاب علي ما توجبه صحة تدبير العباد.
و قيل: فيه تقديم و تأخير و تقديره لكل كتاب أجل، کما قال «وَ جاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ»[1]، و المعني و جاءت سكرة الحق بالموت، و هي قراءة أهل البيت، و به قرأ ابو بكر من الصحابة. و الذرية الجماعة المفترقة في الولادة عن أب واحد في الجملة، و يحتمل ان يکون من الذر. و أن يکون من ذرأ اللّه الخلق اي أظهرهم.