هذه الآية عطف علي الاولي، و هي من صفة الّذين يوفون بعهد اللّه و لا ينقضون ميثاقه، و انهم مع ذلک «يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ» و الوصل ضد الفصل يقال وصله يصله وصلًا، و أوصله إِيصالًا، و اتصل اتصالًا، و تواصلوا تواصلًا، و واصله مواصلة، و وصله توصيلًا. و الوصل ضم الثاني الي الاول من غير فاصلة.
و قيل: المعني يصلون الرحم. و قال الحسن: المعني يصلون محمّد صلّي اللّه عليه و سلّم.
و قوله «وَ يَخشَونَ رَبَّهُم» اي يخافون عقابه فيتركون معاصيه «وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ» و قد فسرناه. و الخوف و الخشية و الفزع نظائر، و هو انزعاج النفس مما لا تأمن معه من الضرر، و ضد الأمن الخوف. و السوء ورود ما يشق علي النفس، ساءه يسوءه سوءاً، و أساء اليه إِساءة. و الاساءة ضد الإحسان.
و قيل «سوء الحساب» مناقشة الحساب. و الحساب احصاء ما علي العامل و له، و هو- هاهنا- إِحصاء ما علي المجازي و له.