responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 239

ألا تري‌ ‌ان‌ ‌قوله‌ «وَ مِمَّن‌ حَولَكُم‌ مِن‌َ الأَعراب‌ِ مُنافِقُون‌َ»[1] ‌لم‌ يقرب‌ المنافقون‌ ‌الّذين‌ حولهم‌ ‌فيه‌ قرب‌ المخالطين‌ ‌لهم‌ حيث‌ يحضرونه‌ و يشهدونه‌ ‌في‌ مشاهدهم‌.

‌قال‌ الحسن‌ يقول‌ ‌ألذي‌ «أَنزَل‌َ مِن‌َ السَّماءِ ماءً فَسالَت‌ أَودِيَةٌ بِقَدَرِها» ‌الي‌ ‌قوله‌ «ابتِغاءَ حِليَةٍ» الذهب‌ و الفضة و المتاع‌ و الصفر و الحديد «كَذلِك‌َ يَضرِب‌ُ اللّه‌ُ الحَق‌َّ وَ الباطِل‌َ» ‌کما‌ أوقد ‌علي‌ الذهب‌ و الفضة و الصفر و الحديد، فيخلص‌ خالصه‌، «كَذلِك‌َ يَضرِب‌ُ اللّه‌ُ الحَق‌َّ وَ الباطِل‌َ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَب‌ُ جُفاءً، وَ أَمّا ما يَنفَع‌ُ النّاس‌َ فَيَمكُث‌ُ فِي‌ الأَرض‌ِ» ‌قال‌ فكذلك‌ الحق‌ بقي‌ لأهله‌ فانتفعوا ‌به‌.

و قرأ الحسن‌ «بقدرها» بتخفيف‌ الدال‌ و هما لغتان‌ يقال‌ أعطي‌ قدر شبر و ‌في‌ المصدر بالتخفيف‌ ‌لا‌ ‌غير‌ تقول‌: قدرت‌ اقدر قدراً، و ‌في‌ المثل‌ التخفيف‌، و التثقيل‌ تقول‌: ‌هم‌ يختصمون‌ ‌في‌ القدر بالسكون‌ و الحركة ‌قال‌ الشاعر:

الا ‌ يا ‌ لقوم‌ للنوائب‌ و القدر        و للأمر يأتي‌ المرء ‌من‌ حيث‌ ‌لا‌ يدري‌[2]

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ انه‌ ‌هو‌ ‌ألذي‌ ينزل‌ ‌من‌ السماء ماء يعني‌ الأمطار و الغيوث‌، فتسيل‌ ‌هذه‌ المياه‌ أودية بقدرها ‌من‌ القلة و الكثرة. و السيل‌ جري‌ الماء ‌من‌ الوادي‌ ‌علي‌ وجه‌ الكثرة. يقال‌ جاء السيل‌ يغرق‌ الدنيا، و سال‌ بهم‌ السيل‌ إِذا جحفهم‌ بكثرته‌. و الوادي‌ سفح‌ الجبل‌ العظيم‌ المنخفض‌ ‌ألذي‌ يجتمع‌ ‌فيه‌ ماء المطر، و ‌منه‌ اشتقاق‌ الدية، لأنه‌ جمع‌ المال‌ العظيم‌ ‌ألذي‌ يؤدي‌ ‌عن‌ القتيل‌، و القدر إِقران‌ الشي‌ء بغيره‌ ‌من‌ ‌غير‌ زيادة و ‌لا‌ نقصان‌. و الوزن‌ يزيد و ينقص‌، فإذا ‌کان‌ مساوياً، فهو القدر.

و ‌قوله‌ «فَاحتَمَل‌َ السَّيل‌ُ زَبَداً رابِياً» فالاحتمال‌ رفع‌ الشي‌ء ‌علي‌ الظهر بقوة الحامل‌ ‌له‌، و يقال‌ علا صوته‌ ‌علي‌ فلان‌ فاحتمله‌، و ‌لم‌ يغضبه‌، فقوله‌ ‌هذا‌ يحتمل‌ وجهين‌: معناه‌ ‌له‌ قوة يحمل‌ بها الوجهين‌، و الزبد و ضر الغليان‌، و ‌هو‌ خبث‌ الغليان‌ و ‌منه‌ زبد القدر، و زبد السيل‌، و زبد البعير. و الجفاء ممدود مثل‌ الغثاء و أصله‌


[1] ‌سورة‌ التوبة 9 آية 101
[2] مجمع‌ البيان‌ 3: 286
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست