اخبر اللّه تعالي انه هو ألذي يري الخلق البرق اي يجعلهم علي صفة الرؤية بإيجاد المرئي لهم و جعله إِياهم علي هذه الصفة الّتي يرون معها المرئيات من كونهم احياء و رفع الموانع و الآفات منهم يقال: أراه يريه إِراءة إِذا جعله رائياً مثل أقامه يقيمه إِقامة، و هو مشتق من الرؤية. و البرق ما ينقدح من السحاب من اللمعان كعمود النار و جمعه بروق و فيه معني السرعة، يقال: امض في حاجتك كالبرق، و الخوف انزعاج النفس بتوهم وقوع الضرر، خاف من كذا يخاف خوفاً فهو خائف. و الشيء مخوف. و الطمع تقدير النفس لوقوع ما يتوهم من المحبوب. و مثله الرجاء و الأمل.
و قيل في معني قوله «خَوفاً وَ طَمَعاً» قولان:
أحدهما- قال الحسن: خوفاً من الصواعق الّتي تكون مع البرق و طمعاً في الغيث ألذي يزيل الجدب و القحط.
و قال قتادة: خوفاً للمسافرين من أذاه و طمعاً للمقيم في الرزق به، و هما منصوبان علي أنه مفعول له.
و قوله «وَ يُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ» و الإنشاء فعل الشيء من غير سبب مولد، و لذلك قيل النشأة الاولي، و النشأة الثانية. و مثله الاختراع و الابتداع.
و السحاب هو الغيم، سمي به، لأنه ينسحب في السماء. و إذا قيل سحابة جمعت
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 229