و دلالاته، و هم الّذين يحشرهم اللّه يوم القيامة، و الاغلال في أعناقهم. و الغل طوق يقيد به اليد في العنق، و أصله الغل في الشيء إِذا انتسب فيه. و غل:
إذا خان بانتسابه في مال الحرام و الاعناق جمع عنق، و هو مغرز الرأس. و قيل ان المعني في ذلک انهم يؤاخذون بأعمالهم، و هي الاغلال، کما قال «إِذِ الأَغلالُ فِي أَعناقِهِم»[1] فكأنهم بمنزلة من الغلّ في عنقه لما لزمهم من الكفر به، فقال و «أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ» اخبار منه تعالي انهم بعد الغل في أعناقهم يجعلون في النار مؤبدين فيها معذبين بأنواع العذاب.
وَ يَستَعجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ وَ قَد خَلَت مِن قَبلِهِمُ المَثُلاتُ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلي ظُلمِهِم وَ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ العِقابِ (6)
آية بلا خلاف.
أخبر اللّه تعالي نبيه صلّي اللّه عليه و سلّم بأن هؤلاء الكفار يطلبون منك ما يسوؤهم ان يعجل لهم، کما قالوا «فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ»[2] قبل ان يسألوا الإحسان بالانتظار لهم، و قد حكم اللّه تعالي ان يمهلهم التوبة. ثم يأخذ من أقام علي القبح بالعقوبة. و الاستعجال طلب التعجيل، و التعجيل تقديم الشيء قبل وقته ألذي يقدر له. و السيئة خصلة تسوء النفس، ساءه يسوءه سوءاً، و هو ساء و هي سايئة و سيء و سيئة قال الشاعر:
و لا سيء يردي إِذا ما تلبسوا الي حاجة يوماً مخلسه بزلا
و الحسنة خصلة تسر النفس و قد يعبر بهما عن الطاعة، و المعصية.