الاول- قال إبن عباس و مجاهد: يعني ليس ترونها دعامة تدعمها، و لا فوقها علاقة تمسكها.
الثاني- قال قتادة و إياس بن معاوية: ان المعني إنه رفع السموات بلا عمد و نحن نراها.
و قال الجبائي: تأويل إبن عباس و مجاهد خطأ لأنه لو کان لها عمد، لكانت اجساماً غلاظاً و رؤيت، و كانت تحتاج الي عمد آخر إِلا هو تعالي.
و هذا هو الصحيح. و الوجه في قوله «بِغَيرِ عَمَدٍ» انه لو کان لها عمد لرئيت.
و المعني انه لا منار له، لأنه لو کان له منار لاهتدي به، و قد بينا نظائر ذلک فيما مضي[2]. و (عمد) جمع عمود يقال: عمد، کما يقال: أديم و أدم. قال ابو عبيدة: و هذا الجمع قليل. و قد قرئ في الشواذ (عمد) بضم العين و الميم، و هو القياس. و العمود السارية، و مثله الدعائم و السند و أصله منع الميل، فمنه التعميد و الاعتماد، قال النابغة:
و خيس الجنّ اني قد أذنت لهم يبنون تدمر بالصفائح و العمد[3]