نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 201
اي نلقيه. و الإيحاء إنهاء المعني الي النفس، فقد أفهم اللّه تعالي نبيه صلّي اللّه عليه و سلّم تلك المعاني بانزال الملك بها عليه.
و قوله «وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ أَجمَعُوا أَمرَهُم» اي لم تحضرهم حين عزموا علي أمورهم. و إجماع الأمر هو اجتماع الرأي علي الامر بالعزم عليه. و المكر: قتل الحيل عن الأمر، و اصل المكر من قولهم: ساق ممكورة اي مفتولة. و مثله الخديعة، و کان مكرهم بيوسف إِلقاؤهم إِياه في غيابت الجب- في قول إبن عباس و الحسن و قتادة- و قال الجبائي: کان مكرهم احتيالهم في امر يوسف حين القوه في الجب. و انما قال ذلک لنبيه، لأنه لم يكن ممن قرأ الكتب و لا خالط أهلها و إِنما اعلمه اللّه تعالي ذلک بوحي من جهته ليدل بذلك علي نبوته، و انه صادق علي اللّه تعالي
قوله تعالي: [سورة يوسف (12): آية 103]
وَ ما أَكثَرُ النّاسِ وَ لَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ (103)
آية بلا خلاف.
هذا خطاب من اللّه تعالي لنبيه صلّي اللّه عليه و سلّم علي وجه التسلية بقلة من آمن به بأن النّاس كثيرون، و ان حرصت علي ان يكونوا مؤمنين فإنهم قليلون. و الأكثر القسم الآخر من الجملة، و نقيضه الأقل. و النّاس جماعة الإنسان، و هو من ناس ينوس نوساً إِذا تحرك يميناً و شمالًا، من نفسه لا بمحرك. و الحرص طلب الشيء في اصابته، حرص عليه يحرص حرصاً، فهو حريص علي الدنيا إِذا اشتد طبله لها و التقدير: و ما اكثر النّاس بمؤمنين، و لو حرصت علي هدايتهم.