اخبر اللّه تعالي عن يوسف انه حين حضر عنده أبواه و أخوته، و رفع أبويه علي العرش، و الرفع النقل الي جهة العلو. و مثله الاعلاء و الإصعاد، و ضده الوضع، و العرش السرير الرفيع و أصله الرفع من قوله «خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها»[1] اي علي ما ارتفع من أبنيتها، و عرّش الكرم إذا رفعه، و عمل عريشاً إذا عمل مجلساً رفيعاً. و قال إبن عباس و الحسن و مجاهد و قتادة: العرش السرير.
و قوله «وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً» معناه انحطوا علي وجوههم و الخرّ الانحطاط علي الوجه، و منه «خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخطَفُهُ الطَّيرُ»[2] و السجود في الشرع خضوع بوضع الوجه علي الإرض و أصله الذل، کما قال الشاعر: