حكي اللّه تعالي في هذه الآية أن ألذي نجا من الفتيين اللذين رأيا المنام، و فسره لهما يوسف- و هو صاحب الشراب- علي ما ذكره له يوسف، فتذكر بعد وقت و حين من الزمان، لأمر يوسف، و قال لهم أنا أخبركم بما يؤل اليه هذا المنام، فابعثوني حتي ابحث عنه.
و (النجاة) التخلص من الهلاك. و الاذكار طلب الذكر. و مثله التذكّر و الاستذكار، و وزنه (الافتعال) من الذكر و أَصله الاذتكار، فقلبت التاء ذالًا و أدغمت فيها الدال علي أصل ادغام الاول في الثاني و يجوز اذّكر، علي تغليب الأصلي علي الزائد. و (الامة) المذكورة هي الجملة من الجبن، و أصله الجماعة من الجبن، و سميت الجماعة الكثير من النّاس أمة، لاجتماعها علي مقصد في أمرها.
و قال إبن عباس و الحسن و مجاهد و قتادة: «بعد أمة» أي بعد حين، و حكي الزجاج و غيره عن إبن عباس «بعد أمة» اي بعد نسيان، يقال أمه يأمه أمهاً- بفتح الميم-، و حكي عن أبي عبيدة- بسكون الميم- قال الزجاج هذا ليس بصحيح و أجازه غيره، و روي هذه القراءة عن جماعة كقتادة و عكرمة و غيرهم.