نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 132
اليه ما لا يجوز ان يحتج بقولهن. و قوله لم ينكره اللّه، انما لم ينكره، لأنه تعالي علم انهن لم يقصدن ما قال الجبائي، و لو كن قصدنه لأنكره، علي أن ظاهر الكلام انهن نفين ان يکون يوسف من البشر، و فيه قطع علي انه ملك، و هذا كذب، و لم ينكره اللّه. و الوجه فيه انهن لم يقصدن الاخبار بذلك عن حاله، و انما اخبرن بتشبيه حاله فيما قلناه بحال الملائكة، فلذلك لم ينكره اللّه.
و قوله «ما هذا بَشَراً» نصب بشراً علي مذهب اهل الحجاز في اعمال (ما) عمل ليس، فيرفعون بها الاسم، و ينصبون الخبر، فأما بنو تميم، فلا يعلونها قال الشاعر:
لشتّان ما أنوي و ينوي بنو أبي جميعاً فما هذان مستويان
تمنّوا لي الموت ألذي يشعب الفتي و کل فتي و الموت يلتقيان[1]
و قد قرئ «ما هذا بشري» أي ليس بمملوك، و هو شاذ، لا يقرأ به.
و قرئ (متكأ) بتسكين التاء. قال مجاهد: معنا الا ترج، و قال قتادة:
معناه طعاماً، و به قال عكرمة و إبن اسحق و إبن زيد و الضحّاك، و قال مجاهد و غيره: اعطي يوسف نصف الحسن، و قيل ثلثه. و قيل ثلثاه. و الباقي لجميع الخلق.