و معني قوله «و راودته» أي طالبته، و المراودة المطالبة بأمر للعمل به، و منه المرود لأنه يعمل به، و لا يقال في المطالبة بدين راوده. و معني «الَّتِي هُوَ فِي بَيتِها» يعني امرأة العزيز «وَ غَلَّقَتِ الأَبوابَ» فالتغليق اطباق الباب بما يعسر فتحة. و انما قيل (غلقت) لتكثير الاغلاق او المبالغة في الاغلاق، و ألف (باب) منقلبة من الواو لقولهم: بويب و أبواب.
و معني «هيت لك» تعال و هلم الي ما هو لك، أنشد ابو عمرو بن العلاء:
أبلغ أمير المؤمنين أخا العراق إذا أتيت ان العراق و اهله سلّم اليك فهيت هيت[1]
و يقال للواحد و الاثنين و الجمع و الذكر و الأنثي (هيت) بلفظ واحد. و قال إبن عباس و الحسن و إبن زيد معني «هيت لك» هلم لك.
و قوله «معاذ الله» حكاية عن يوسف أنه قال ذلک. و المعني أعوذ عياذاً باللّه أن أجيب الي هذا أو ان يکون هذا أي اعتصم باللّه من هذا. و قوله «إِنَّهُ رَبِّي أَحسَنَ مَثوايَ» معناه ان الملك ألذي هو زوجها، مالكي في الحكم «أَحسَنَ مَثوايَ» باكرامي و بسط يدي و رفع منزلتي، و هو قول مجاهد و إبن إسحاق و السدي و الجبائي، و قال الحسن يعني العزيز، و قال الزجاج يجوز ان يکون أراد ان اللّه ربي احسن مثواي أي في طول مقامي. و قوله «إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمُونَ» حكاية ان يوسف قال: ان من ظلم نفسه بارتكاب المعاصي لا يفلح و لا يفوز بشيء من الثواب.
وَ لَقَد هَمَّت بِهِ وَ هَمَّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَ الفَحشاءَ إِنَّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصِينَ (24)