و قوله تعالي «وَ لكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ» معناه اكثر النّاس لا يعلمون ان ذلک لا يعلمه إلا اللّه، و يظنون انه قد يعلمه الأنبياء و غيرهم من خلقه. و قال الجبائي معناه «لكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ» لم أخفي اللّه تعالي علم ذلک علي التعيين علي الخلق. و الوجه فيه انه ازجر لهم عن معاصيه لأنهم إذا جوزوا في کل وقت قيام الساعة و زوال التكليف کان ذلک صارفاً لهم عن فعل القبيح خوفاً من فوات وقت التوبة. و قوله في أول الآية «قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ رَبِّي» يعني علم وقت قيامها. و قوله في آخرها «قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ اللّهِ» معناه علم كيفيتها و شرح هيئتها و تفصيل ما فيها لا يعلمه إلا اللّه، فلا تكون تكراراً لغير فائدة.
و قال قتادة الّذين سألوا عن ذلک قريش. و قال إبن عباس: هم قوم من اليهود و قال الفراء: في الآية تقديم و تأخير و تقديرها يسألونك عنها كأنك حفي بهم.
قال الجبائي و في الاية دليل علي بطلان قول الرافضة من أن الأئمة معصومون منصوص عليهم واحداً بعد الآخر الي يوم القيامة، لأن علي هذا لا بد أن يعلم آخر الأئمة أن القيامة تقوم بعده و يزول التكليف عن الخلق، و ذلک خلاف قوله «قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ اللّهِ».
[1] قائله المعطل الهذلي. ديوانه 3/ 45 و تفسير الطبري 13/ 301 (طبعة دار المعارف) و 9/ 142 الطبعة الثانية.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 48