و اكتوي‌ اكتواء. و ‌قوله‌ «جباههم‌» جمع‌ جبهة و ‌هي‌ صفحة ‌علي‌ الوجه‌ فوق‌ الحاجبين‌.

و جبهه‌ بالمكروه‌ يجبهه‌ جبهاً ‌إذا‌ استقبله‌ ‌به‌ «وَ جُنُوبُهُم‌» جمع‌ جنب‌ و الجنب‌ و الضلع‌ و الأبطل‌ نظائر «و ظهورهم‌» جمع‌ ظهر، و ‌هو‌ الصفحة العليا ‌من‌ خلف‌، المقابلة للبطن‌ يقال‌: كتب‌ ‌في‌ ظهر الدرج‌ و بطنه‌ ‌إذا‌ كتب‌ ‌في‌ جانبيه‌. و المعني‌ ‌ان‌ اللّه‌ يحمي‌ ‌هذه‌ الكنوز بالنار ليكوي‌ بها جباه‌ ‌من‌ كنزها و ‌لم‌ يخرج‌ حق‌ اللّه‌ منها و جنوبهم‌ و ظهورهم‌، فيكون‌ ‌ذلک‌ أشد لعذابهم‌ و أعظم‌ لخزيهم‌.

و ‌قوله‌ «هذا ما كَنَزتُم‌» اي‌ يقال‌ ‌لهم‌: ‌هذا‌ ‌ما ذخرتموه‌ لأنفسكم‌ «فَذُوقُوا ما كُنتُم‌ تَكنِزُون‌َ» و معناه‌ فأطعموا جزاء ‌ما كنتم‌ تدخرونه‌ ‌من‌ منع‌ الزكوات‌ و الحقوق‌ الواجبة ‌في‌ أموالكم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ التوبة (9): آية 36]

إِن‌َّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّه‌ِ اثنا عَشَرَ شَهراً فِي‌ كِتاب‌ِ اللّه‌ِ يَوم‌َ خَلَق‌َ السَّماوات‌ِ وَ الأَرض‌َ مِنها أَربَعَةٌ حُرُم‌ٌ ذلِك‌َ الدِّين‌ُ القَيِّم‌ُ فَلا تَظلِمُوا فِيهِن‌َّ أَنفُسَكُم‌ وَ قاتِلُوا المُشرِكِين‌َ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُم‌ كَافَّةً وَ اعلَمُوا أَن‌َّ اللّه‌َ مَع‌َ المُتَّقِين‌َ (36)

قرأ ابو جعفر «اثنا عشر» و «أحد عشر» و «تسعة عشر» بسكون‌ الشين‌ فيهن‌ ‌إلا‌ ‌أن‌ النهرواني‌ روي‌ عنه‌ حذف‌ الألف‌ ‌الّتي‌ قبل‌ العين‌.

‌لما‌ ذكر اللّه‌ ‌تعالي‌ وعيد الظالم‌ لنفسه‌ بكنز المال‌ ‌من‌ ‌غير‌ إخراج‌ الزكاة و غيرها ‌من‌ الحقوق‌ ‌الّتي‌ للّه‌ ‌منه‌ اقتضي‌ ‌ذلک‌ ‌ان‌ يذكر النهي‌ ‌عن‌ مثل‌ حاله‌، و ‌هو‌ الظلم‌ ‌في‌ الأشهر الحرم‌ ‌الّتي‌ تؤدي‌ ‌الي‌ مثل‌ حاله‌ ‌او‌ شر منها ‌في‌ سوء المنقلب‌، فأخبر ‌تعالي‌ «إِن‌َّ عِدَّةَ الشُّهُورِ» ‌في‌ السنة ‌علي‌ ‌ما تعبد اللّه‌ المسلمين‌ بأن‌ يجعلوه‌ لسنتهم‌ دون‌ ‌ما يعتبره‌ مخالفوا الإسلام‌ «اثنا عَشَرَ شَهراً» و انما قسمت‌ السنة اثني‌ عشر شهراً لتوافق‌ أمر