قرأ حمزة و الكسائي و أبو بكر و إبن عامر «إبن أم» بكسر الميم.
الباقون بالفتح و القراء كلهم علي «تُشمِت» بضم التاء. و قرأ حميد الأعرج، و مجاهد «لا تَشمت» بفتح التاء. و اللغة الفصيحة بضم التاء من (أشمت) و قد ذكر: شمت يَشمت، و أشمت يُشمت.
أخبر اللّه تعالي في هذه الآية أن موسي حين رجع من مناجاة ربه رجع غضبان آسفاً، لما رأي من عكوف قومه علي عبادة العجل. و الغضب معني يدعو الي الانتقام علي ما سلف و هو يضادُّ الرضا، يقال: غضب غضباً و أغضبه إغضاباً و غاضبه مغاضبة و تغضب تغضباً، و الأسف الغضب ألذي فيه تأسف علي فوت ما سلف. و قال إبن عباس: أسفاً يعني حزيناً، و قال أبو الدرداء:
معناه شديد الغضب بدلالة قوله تعالي «فَلَمّا آسَفُونا انتَقَمنا»[1] و معناه أغضبونا كغضب المتحسر في الشدة، و هو مجاز في الصفة.
و قوله تعالي «بِئسَما خَلَفتُمُونِي مِن بَعدِي» معناه بئس ما عملتم خلفي، يقال: خلفه بما يكره و خلفه بما يحب إذا عمل خلفه ذلک العمل يقال: خلف خلفاً، و أخلف إخلافاً، و خالفة مخالفة، و اختلف اختلافاً، و استخلف استخلافاً