قرأ حمزة و الكسائي «من حِلِيّهم»- بكسر الحاء و اللام- الباقون بضم الحاء و كسر اللام و تشديد الياء، و قرأ يعقوب بفتح الحاء و سكون اللام، و تخفيف الياء، فوجه قراءة يعقوب أن (الحلي) اسم جنس يقع علي القليل و الكثير. و من قرأ بضم الحاء، فلأنه جمع (حلي) نحو ثِدِيِّ و ثَدي، و إنما جمعه لأنه أضافه الي جمع.
و من قرأ بكسر الحاء أتبع الكسرة الكسرة، و كره الخروج من الضمة الي الكسرة، و أجراه مجري (قسي) جمع (قوس).
أخبر اللّه تعالي عن قوم موسي أنهم اتخذوا من بعد مفارقة موسي لهم و مضيِّه الي ميقات ربه من حليهم، و معني الاتخاذ الاعداد، و هو (افتعال) من الأخذ و أصله يتخذ إلا أن الياء تقلب في (افتعل) و تدغم لأنها في موضع ثقيل في كلمة واحدة، و لا يجوز في مثل (أحسن نوماً) الإدغام، و الاتخاذ اجتباء الشيء لأمر من الأمور، فهؤلاء اتخذوا العجل للعبادة، و الحلي ما أتخذ للزينة من الذهب و الفضة، يقال: حلي بعيني يحلا، و حلا في فمي يحلو حلاوة، و حليت الرجل تحلية إذا وضعته بما يري منه. و قد تحلي بكذا أي تحسن به، و العجل ولد البقرة القريب العهد بالولادة، و هو العجول أيضاً، و إنما أخذ من تعجيل أمره لصغره.
و قيل: إنهم عملوا العجل من الذهب، و قوله «جَسَداً لَهُ خُوارٌ» فالجسد جسم الحيوان مثل البدن، و هو روح و جسد، و الروح ما لطف،
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 544