نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 516
آية بلا خلاف.
أخبر اللّه تعالي في هذه الآية، و اقسم عليه بأنه أخذ آل فرعون بالسنين و هي الأعوام المقحطة، و اللام في قوله «لقد» لام القسم، (و قد) معناه الاخبار عن متوقع و هي تقرب الماضي من الحال، لأنه إذا توقع كون أمر فقيل قد کان، دل علي قربه من الحال. و الآل خاصة الرجل الّذين يؤول أمرهم اليه، و لذلك يقال: اهل البلد، و لا يقال: آل البلد، لان في الأهل معني القرب في نسب او مكان، و ليس كذلك الآل.
و معني «أخذناهم بالسنين» أخذناهم بالجدوب، و العرب تقول:
أخذتهم السنة إذا كانت قحطة يقال أسنت القوم إذا أجدبوا، و انما قيل للمجدبة: السنة و لم يقل للخصبة، لأنها نادرة في الانفراد بالجدب، و النادر أحق بالافراد بالذكر، لانفراده بالمعني ألذي ندر به. و قال الفراء: معني بالسنين بالجدوبة تقول العرب (وجدنا البلاد سنين) أي جدوبا، قال الشاعر:
و أموال اللئام بكل أرض تجحفها الجوائح و السنون
و قال آخر:
كأن النّاس إذ فقدوا علياً نعام جال في بلد سنيناً
أي في بلد جدوب و أهل الحجاز و علياء قيس يقولون: هن السنون، فيجعلونها بالواو في الرفع، و بالياء في الخفض و النصب علي هجاءين، و بعض تميم يقول هي السنين، فإذا ألقوا الألف و اللام لم يجروها، فقالوا قد مضت له سنون كثيرة، و كنت عندهم بضع سنين، و بنو عامر، فإنهم يجرونها في النصب و الجر و الرفع فيقولون: أقمت عنده سنيناً كثيرة. و قال الكسائي:
علي هجاءين في اللغة الغالبة في كلام العرب: السنون، و السنين و ينصبون النون علي کل حال مثل نون الجمع في الموضعين، و عليه اجماع القراء، قال:
و بعض العرب يجعلها علي هجاء واحد، و يلزم النون الاعراب بجعلها كأنها من
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 516