فصار كأنه يعمل بالقدرة.
و قوله «وَ قَطَعنا» فالقطع هو افراد الشيء عن غيره مما کان علي تقدير الاتصال به، فلما أفردوا بالهلاك عما کان علي تقدير التبع لهم من نسلهم و آثارهم من بعدهم کان قد قطع دابرهم. و قال الحسن: معناه قطعنا أصل الّذين كذبوا بديننا و ما كانوا مؤمنين. و قال إبن زيد: قطعنا دابرهم معناه:
استأصلناهم عن آخرهم. و الدابر الكائن خلف الشيء. و نقيضه القابل، و يکون القابل الآخذ للشيء من قبل وجهه.
و قوله «وَ ما كانُوا مُؤمِنِينَ» انما أخبر بذلك عن حالهم مع أنه معلوم منهم ذلک لبيان أن هذه الصفة لا تجوز أن تلحق المكذب بآيات اللّه الجاحد لها و إن في نفيها عن المكلف ذماً له.
وَ إِلي ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم هذِهِ ناقَةُ اللّهِ لَكُم آيَةً فَذَرُوها تَأكُل فِي أَرضِ اللّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ أَلِيمٌ (73)
آية بلا خلاف.
هذه الآية عطف علي ما تقدم، و التقدير و أرسلنا الي ثمود أخاهم صالحاً.
و ثمود اسم قبيلة، و قد جاء مصروفاً و غير مصروف، فمن صرفه، فعلي أنه اسم لحي مذكر، و من ترك صرفه، فعلي أنه اسم القبيلة، کما قال تعالي «أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُم أَلا بُعداً لِثَمُودَ»[1] صرف الأول و لم يصرف الثاني. و اختير ترك الصرف في موضع الجر، لأنه أخف.