نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 441
قوله تعالي: [سورة الأعراف (7): آية 65]
وَ إِلي عادٍ أَخاهُم هُوداً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ (65)
آية بلا خلاف.
انتصب قوله «أخاهم هوداً» بقوله «أرسلنا» في أول الكلام و إن تطاول ما بينهما، لأن تفصيل القصص يقتضي ذلک، و التقدير و أرسلنا «الي عاد أخاهم هوداً» و يجوز في مثله الرفع و تقديره، و الي عاد أخوهم هود مرسل.
و (الأخ) أحد الوالدين لواحد. و إنما قال لهود (ع) أنه أخوهم، لأنه کان من قبيلهم، و جاز ذلک علي غير الاخوة في الدين، لأنه احتج عليهم أن يکون رجلًا منهم، لأنهم عنه أفهم و اليه أسكن.
و صرف (هود) لخفته، کما صرفت جمل لخفتها، و هو أحق بالصرف، لأنه أكثر في الاستعمال.
في هذه الآية إخبار من اللّه تعالي انه أرسل الي قوم عاد هودا، و أنه قال لهم «يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ» و قد فسرنا معني ذلک أجمع و بينا أيضا حقيقة العبادة، و أنه لا يستحقها غير اللّه، لأنها علي أصول النعم، و الشكر قد يستحقه غير اللّه، لأنه يستحق بالنعمة و ان قلت، و كذلك الطاعة قد تجب لغير اللّه، فعلي هذا تكون عبادة اثنين شركا، و لا يکون طاعة اثنين شركا، کما أن الشكر علي النعمة لاثنين لا يکون كذلك إذا لم يكن واقعا علي وجه العبادة. و قوله «أَ فَلا تَتَّقُونَ» معناه، فهلا تتقون، و هو بصورة الاستفهام و المراد به حضَّهم علي تقوي اللّه و اتقاء معاصيه.