و قوله «إِلَي اللّهِ مَرجِعُكُم جَمِيعاً» معناه اليه تعالي مآلكم في الوقت ألذي لا يملك أحد الضرر و النفع سواه بخلاف دار الدنيا الّتي مكن اللّه تعالي الخلق من الضرر و النفع فيها. و قوله «فَيُنَبِّئُكُم» معناه يخبركم بأعمالكم الّتي عملتموها في الدنيا من الطاعات و المعاصي، و يجازيكم بحسبها، و في ذلک غاية الزجر و التهديد.
و قوله «لا يَضُرُّكُم» يحتمل أن يکون جزماً لأنه جواب الامر، و حرك الراء لأنها ثقيلة و أولها ساكن، فلا يستقيم إسكان آخرها، فيلتقي ساكنان. قال الأخفش: و الأجود أن يکون رفعاً علي الابتداء، لأنه ليس بعلة لقوله «عَلَيكُم أَنفُسَكُم» و إنما أخبر أنه لا يضرهم.