و قال غيره: قدروا في أنفسهم كأن سائلًا يسألهم عنه، فأجابوا بذلك. و قوله «لا نؤمن» في موضع نصب علي الحال، و تقديره أي شيء لنا تاركين للايمان أي في حال تركنا للايمان. و الايمان هو التصديق عن ثقة، لأن الصدق راجع الي طمأنينة القلب بما صدق به. و الحق هو الشيء ألذي من عمل عليه نجا، و من عمل علي ضده من الباطل هلك. و معني (من)- هاهنا- قيل في معناه قولان:
أحدهما- تبيين الاضافة الّتي تقوم مقام الصفة، كأنه قيل: و الجائي لنا ألذي هو حق.
و قال آخرون: إنها للتبعيض لأنهم آمنوا بالذي جاءهم علي التفصيل.
و وصف القرآن بأنه (جاء) مجاز، کما قيل: نزل، و معناه نزل به الملك، فكذلك جاء به الملك. و يقال: جاء بمعني حدث نحو «جاءَت سَكرَةُ المَوتِ»[2] و جاء البرد و الحر.