نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 391
و «أَن تَقُولُوا عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ» أي و حرم عليكم ذلک، و ذلک يدل علي بطلان التقليد، لأن المقلد لا يعلم صحة ما قلد فيه.
قوله تعالي: [سورة الأعراف (7): آية 34]
وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَستَقدِمُونَ (34)
آية بلا خلاف.
قيل الفرق بين أن تقول: و لكل أمة أجل، و بين و لكل أحد أجل من وجهين:
أحدهما- أن ذكر الأمَّة يقتضي تقارب أعمار أهل العصر.
و الثاني- أنه يقتضي إهلاكهم في الدنيا بعد إقامة الحجة عليهم بإتيان الرسل.
و الامة الجماعة الّتي يعمها معني. و أصله أمه يؤمه إذا قصده، فالأمَّة الجماعة الّتي علي مقصد واحد. و الأجل الوقت المضروب لانقضاء المهل، لأن بين العقد الأول ألذي يضرب لنفس الأجل، و بين الوقت الآخر مهلا، مثل أجل الدين، و أجل الوعد، و أجل العمر.
و قال أبو علي الجبائي: في الآية دلالة علي أن الأجل واحد، لأنه لا يجوز أن يکون الظالم بقتل الإنسان قد اقتطعه عن أجله. و قال أبو بكر إبن الإخشيد: ليس الأمر علي ذلک لأنها قد دلت أنه غير هذا علي الأجلين.
و قوله «فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَستَقدِمُونَ» معني لا يستأخرون، و لا يتأخرون، و إنما قيل لا يستأخرون من أجل أنهم لا يطلبون التأخر، فهو أبلغ في المعني من لا يتأخرون، لأن الاستئخار طلب التأخر.
و قوله «وَ لا يَستَقدِمُونَ» معناه لا يتقدمون، و المعني إذا قرب أجلهم لا يطلبون التقدم و لا التأخر، لأن بعد حضور الأجل و نزول الاملاك يستحيل منهم طلب ذلک، کما يقال جاء الشتاء و جاء الصيف إذا قارب وقته لأنه
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 391