اختلفوا في المعني بهذه الآية، فقال السدي و أبو علي الجبائي و أبو بكر إبن الإخشيد: ان المراد بالخطاب آدم و حواء و إبليس، جمع بينهم في الذكر، و ان کان الخطاب لهم وقع في أوقات متفرقة، لان إبليس امر بالهبوط حين أمتنع من السجود، و آدم و حواء حين أكلا من الشجرة، و انتزع لباسهما. و قال أبو صالح: الخطاب متوجه الي آدم و حواء و الحية. و قال الحسن- قولا بعيدا من الصواب- و هو ان المراد به آدم و حواء و الوسوسة، و هذا قول منعزب عنه، لان الوسوسة لا تخاطب.
و الهبوط هو النزول بسرعة، و البعض هو أحد قسمي العدة، و أحد قسمي العشرة بعضها، و احد قسمي الاثنين بعضهما و لا بعض للواحد، لأنه لا ينقسم. و قوله «بَعضُكُم لِبَعضٍ» أضاف (البعض) الي جملة هو منها، و لا يجوز ان يضاف (غير) الي جملة هو منها، لان اضافة (غير) الي الجملة و التفصيل لصحة ان يکون لكل واحد غير، و ليس كذلك بعض، لأنه لا يصح ان يکون لكل واحد بعض فأضافته الي الجملة فقط.
و العدوُّ ضد الوليِّ، و من صفة العدو انه مراصد بالمكاره. و من صفة الوليِّ انه مراصد بالمحاب. و قال الرماني: العدو هو النائي بنصرته في وقت الحاجة الي معونته، و الولي هو الداني بنصرته في وقت الحاجة الي معونته. و قوله «وَ لَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ» فالمستقر قيل في معناه قولان:
أحدهما- قال ابو العالية: هو موضع استقرار.
الثاني- انه الاستقرار بعينه، لان المصدر يجيء علي وزن المفعول نحو
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 375