و قوله «لِيُبدِيَ لَهُما» فالابداء الاظهار، و هو جعل الشيء علي صفة ما يصح أن يدرك، و ضده الإخفاء و کل شيء أزيل عنه الساتر فقد أبدي.
و قوله «ما وُورِيَ» فالمواراة جعل الشيء وراء ما يستره. و مثله المساترة، و ضده المكاشفة، و لم يهمز، لأن الثانية مدة، و لو لا ذلک لوجب الهمز.
و قيل للفرج سوأة، لأنه يسوء صاحبه إظهاره، و كلما قبح إظهاره سوأة، و السوء من هذا المعني. و إذا بالغوا قالوا: السوأة السوآء، و لم يقصد آدم و حواء (عليهما السلام) بالتناول من الشجرة القبول من إبليس و الطاعة له بل إنما قصدا عند دعائه شهوة نفوسهما، و لو قصدا القبول منه لكان ذلک قبيحاً لا محالة. و قال الحسن لو قصدا ذلک لكانا كافرين.
و فرق بين وسوس اليه و وسوس له مثل قولك ألقي اليه المعني، و وسوس له معناه أوهمه النصيحة له. فإن قيل كيف وصل إبليس الي آدم و حواء حتي وسوس لهما! و هو خارج الجنة، و هما في الجنة، و هما في السماء و هو في الإرض! قلنا: فيه أقوال.
أحدها- قال الحسن: کان يوسوس من الإرض الي السماء و الي الجنة فوصلت وسوسته بالقوة الّتي خلقها اللّه له.
الثاني- قال أبو علي إنهما كانا يخرجان من السماء فبلغهما و هما هناك.
الثالث- قال أبو بكر بن الإخشيد إنه خاطبهما من باب الجنة و هما فيها.