و قيل في قوله «قِياماً لِلنّاسِ» ان معناه أمناً لهم. و قيل انه مما ينبغي أن يقيموا به. و الاول أقوي. و قال قوم لما کان في المناسك زجراً عن القبيح و دعا الي الحق کان بمنزلة الرئيس ألذي يقوم به أمر أتباعه. و قال سعيد بن جبير «قياماً للناس» صلاحاً لهم. و قيل: يقوم به أبدانهم. و قيل «قياماً» يقومون به في متعبداتهم قال مجاهد و عكرمة: سميت الكعبة كعبة لتربيعها.
و قال أهل اللغة و انما قيل كعبة البيت و أضيف لأن كعبة تربع أعلاه و الكعوبة: النتوء، فقيل للتربيع كعبة لنتوء زوايا المربع. و منه كعب ثدي الجارية إذا نتأ و منه كعب الإنسان لنتوئه. و سميت الكعبة حراما لتحريم اللّه إياها ان يصاد صيدها أو يخلي خلاءها أو يعضد شجرها. و قوله «وَ الشَّهرَ الحَرامَ» قال الحسن: هي الأشهر الحرام الاربعة، فهذا علي مخرج الواحد مذهب الجنس. و هي واحد فرد، و ثلاثة سرد، فالفرد رجب، و السرد ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم.