الثاني- ناصرهم علي أعدائهم.
و قوله «بِما كانُوا يَعمَلُونَ» يعني جزاء بأعمالهم، و هو و ان کان مطلقا فالمراد بما كانوا يعملونه من الطاعات، لان من المعلوم ان ما لم يكن طاعة فلا ثواب عليه. و يجوز ايضا ان يکون مقيدا لدلالة قوله «يذكرون» عليه.
و الموعود بهذا الوعد المتذكر لآيات اللّه بحقها، و هو العامل بها.
وَ يَومَ يَحشُرُهُم جَمِيعاً يا مَعشَرَ الجِنِّ قَدِ استَكثَرتُم مِنَ الإِنسِ وَ قالَ أَولِياؤُهُم مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا استَمتَعَ بَعضُنا بِبَعضٍ وَ بَلَغنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلتَ لَنا قالَ النّارُ مَثواكُم خالِدِينَ فِيها إِلاّ ما شاءَ اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)
آية بلا خلاف.
قرأ حفص و روح «وَ يَومَ يَحشُرُهُم» بالياء. الباقون بالنون.
من قرأ بالياء فلقوله «لَهُم دارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِم ... وَ يَومَ يَحشُرُهُم» و النون كالياء في المعني، و يقوي النون قوله «وَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداً»[1] و قوله «وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي»[2] و ألذي يتعلق به (اليوم) هذا القول المضمر. و المعني و يوم نحشرهم جميعا نقول «يا مَعشَرَ الجِنِّ قَدِ استَكثَرتُم مِنَ الإِنسِ» أي قد استكثرتم ممن أضللتموه من الانس بالإغواء و الإضلال. قال إبن عباس و الحسن و قتادة و مجاهد: معناه استكثرتم من اغوائهم و اضلالهم «وَ قالَ أَولِياؤُهُم مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا استَمتَعَ بَعضُنا بِبَعضٍ».
و قيل في وجه الاستمتاع من بعضهم ببعض قولان: