تحتمل هذه الآية ان تكون اخبارا عن اللّه تعالي دون الحكاية عن ابراهيم بأنه قال تعالي: ان من عرف اللّه تعالي و صدق به و بما أوجب عليه و لم يخلط ذلک بظلم، فان له الامن من اللّه بحصول الثواب و الامان من العقاب و هو المحكوم له بالاهتداء- و هو قول إبن إسحاق و إبن زيد و الطبري و الجبائي و إبن جريج- و قال البلخي: ان ذلک من قول ابراهيم، لأنه لما قطع خصمه و الزمه الحجة أخبر ان الّذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم فإنهم الآمنون المهتدون. قال: و كذلك يفعل من وضحت حجته و انقطع بعد البيان خصمه.
و الظلم المذكور في الآية هو الشرك عند أكثر المفسرين: إبن عباس و سعيد إبن المسيب و قتادة و مجاهد و حماد بن زيد و أبيُّ بن كعب و سلمان (رحمة اللّه عليه) قال أبيُّ ألم تسمع قوله «إِنَّ الشِّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ»[1] و هو قول حذيفة.
و روي عن عبد اللّه بن مسعود انه قال لما نزلت هذه الآية شق علي النّاس، و قالوا يا رسول اللّه و أينا لا يظلم نفسه، فقال: انه ليس ألذي تعنون ألم تسمعوا الي ما قال العبد الصالح «يا بُنَيَّ لا تُشرِك بِاللّهِ إِنَّ الشِّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ»[2].
و قال الجبائي و البلخي و اكثر المعتزلة: انه يدخل فيه کل كبيرة تحبط ثواب الطاعة، قال فان من هذه صورته لا يکون آمنا و لا مهتديا. قال البلخي:
و لو کان الامر علي ما قالوه انه يختص بالشرك لوجب ان يکون مرتكب الكبيرة إذا کان مؤمنا يکون آمنا و ذلک خلاف القول بالارجاء.
و هذا ألذي ذكروه خلاف أقاويل المفسرين من الصحابة و التابعين. و ما
(1، 2) سورة 31 لقمان آية 13.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 190