نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 142
و النار، و غير ذلک، و لا ادعي اني ملك، لاني انسان تعرفون نسبي، لا اقدر علي ما يقدر عليه الملك، و ما أتبع الا ما يوحي اللّه به إلي.
و بين لهم ان الملك من عند اللّه، و الوحي هو البيان ألذي ليس بإيضاح نحو الاشارة و الدلالة، لان كلام الملك کان له علي هذا الوجه. و انما أمره بأن يقول ذلک لئلا يدعوا فيه ما ادعت النصاري في المسيح، و لئلا ينزلوه منزلة خلاف ما يستحقه. ثم أمره بأن يقول لهم: «هَل يَستَوِي الأَعمي وَ البَصِيرُ» أي هل يستوي العارف باللّه تعالي و بدينه العالم به مع الجاهل به و بدينه، فجعل الأعمي مثلا للجاهل و البصير مثلا للعارف باللّه و نبيه، هذا قول الحسن و الجبائي.
و قال البلخي: معناه هل يستوي من صدق علي نفسه و اعترف بحاله الّتي هو عليها من الحاجة و العبودية لخالقه، و من ذهب عن البيان و عمي عن الحق «أَ فَلا تَتَفَكَّرُونَ» فتنصفوا من أنفسكم و تعملوا بالواجب عليكم من الإقرار بوحدانيته تعالي و نفي الشركاء و التشبيه عنه، و هذا و ان کان لفظه لفظ الاستفهام فالمراد به الاخبار أي انهما لا يستويان.
و قال مجاهد: الأعمي الضال و البصير المهتدي. ثم قال: «أَ فَلا تَتَفَكَّرُونَ» تنبيها لهم علي الفكر في ما يدعوهم الي معرفته و يدلهم عليه من آياته و أمثاله الّتي بينها في كتابه، للفرق بين الحق و الباطل، و الكافر و المؤمن.
و قال الحسن: «لا أَقُولُ لَكُم عِندِي خَزائِنُ اللّهِ» يعني خزائن الغيب ألذي فيه العذاب لقولهم: ائتنا بعذاب اللّه، و لا اعلم الغيب متي يأتيكم العذاب «وَ لا أَقُولُ لَكُم إِنِّي مَلَكٌ» من ملائكة اللّه. و انما أنا بشر تعرفون نسبي. و لكني رسول اللّه يوحي الي، و لا أتبع الا ما يوحي الي و لا أؤدي الا ما يأمرني بأدائه و استدل الجبائي و البلخي و غيرهما بهذه الآية علي ان الملائكة أفضل من الأنبياء لأنه قال «وَ لا أَقُولُ لَكُم إِنِّي مَلَكٌ» فلولا ان الملائكة أفضل و أعلي منزلة ما جاز ذلک. و هذا ليس بشيء لان الفضل ألذي هو كثرة الثواب لا معني له ها هنا، و انما المراد «وَ لا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ» فأشاهد من امر اللّه و غيبته عن
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 142