نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 111
آية.
قوله «بَل بَدا لَهُم ما كانُوا يُخفُونَ مِن قَبلُ» معناه من عقاب اللّه فعرفوه معرفة من كانوا يسترونه عنه. و قال قوم: بداً لبعضهم من بعض ما کان علماؤهم يخفونه عن جهالهم و ضعفائهم مما في كتبهم فبدا للضعفاء عنادهم.
و قيل: معناه بل بدأ من أعمالهم ما كانوا يخفونه، فأظهره اللّه و شهدت به جوارحهم. و قال الزجاج: ظهر للذين أتبعوا الغواة ما کان الغواة يخفونه من أمر البعث و النشور، لان المتصل بهذا قوله «وَ قالُوا إِن هِيَ إِلّا حَياتُنَا الدُّنيا وَ ما نَحنُ بِمَبعُوثِينَ» لنجزي علي المعاصي.
و قوله: «وَ لَو رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنهُ» قال بعضهم: لو ردوا و لم يعاينوا العذاب لعادوا كأنه ذهب الي أنهم لم يشاهدوا ما يضطرهم الي الارتداع، و هذا ضعيف، لان هذا القول يکون منهم بعد أن يبعثوا و يعلموا أمر القيامة و يعاينوا النار بدلالة قوله: «وَ لَو تَري إِذ وُقِفُوا عَلَي النّارِ» و هذه الآيات كلها في المعاندين، لأنه قال في أولها «الَّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفُونَهُ كَما يَعرِفُونَ أَبناءَهُمُ» ثم قال بعد ذلک «وَ إِن يَرَوا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤمِنُوا بِها» و قال ابو علي الجبائي: الآية مخصوصة بالمنافقين و ظهر لهم ما كانوا يخفونه من كفرهم ألذي كانوا يضمرونه. قال و الآية الاولي و ان کان ظاهرها يقتضي جميع الكفار و المنافقون داخلون فيهم فيجوز أن يخبر عنهم بهذا الحكم. قال:
و يحتمل أن يکون أراد بها الكافرين الّذين کان النبي يخوفهم بالعذاب علي كفرهم فلم يؤمنوا بذلك لكن دخلهم الشك و الخوف و أخفوه عن ضعفائهم و عوامهم، فإذا کان يوم القيامة ظهر ذلک و ان أخفوه في الدنيا فيتمنون حينئذ الرد الي حال الدنيا. و قيل: «بَل بَدا لَهُم ما كانُوا يُخفُونَ مِن قَبلُ» معني «يخفون» يجدونه خافيا. و معني «بل بدا» ليس تمنيهم الرجعة و اظهار الانابة حقاً للايمان الصحيح، بل لما شاهدوه من العذاب الأليم.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 111