responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 92

‌-‌ آية‌-‌ قرأ ‌أبو‌ جعفر (لكن‌) بتشديد النون‌ و فتحها‌-‌ هاهنا و ‌في‌ (الزمر)‌-‌ و قرأ ‌أبو‌ عمرو و الكسائي‌، و حمزة ‌في‌ أكثر الروايات‌ (الأشرار، و الأبرار، و القرار) بالامامة. الباقون‌-‌ بالتفخيم‌-‌ و الامالة ‌في‌ فتحة الراء حسنة، لأن‌ الراء المكسورة تغلب‌ المفتوحة ‌کما‌ غلبت‌ المستعلي‌ ‌في‌ قولهم‌: قارب‌ و طارد، و قادر فيمن‌ أمالهن‌، فإذا غلبت‌ المستعلي‌، فان‌ تغلب‌ الراء المفتوحة أولي‌، لأنه‌ ‌لا‌ استعلاء ‌في‌ الراء، و إنما ‌هو‌ حرف‌ ‌من‌ مخرج‌ اللام‌ ‌فيه‌ تكرير. و ‌من‌ ‌لم‌ يمل‌، فلأن‌ كثيراً ‌من‌ ‌النّاس‌ ‌لا‌ يميل‌ شيئاً ‌من‌ ‌ذلک‌.

‌لما‌ أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ عما للكفار ‌من‌ سوء العاقبة و أنواع‌ العذاب‌ بشر المؤمنين‌ ‌بما‌ أعد ‌لهم‌ ‌من‌ الجزاء عند اللّه‌ و جزيل‌ الثواب‌، ‌فقال‌: (لكِن‌ِ الَّذِين‌َ اتَّقَوا رَبَّهُم‌) بفعل‌ الطاعات‌، و ترك‌ المعاصي‌ (لَهُم‌ جَنّات‌ٌ تَجرِي‌ مِن‌ تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِين‌َ فِيها نُزُلًا مِن‌ عِندِ اللّه‌ِ) يعني‌ ثواباً ‌من‌ عند اللّه‌، و ‌هو‌ نصب‌ ‌علي‌ المصدر ‌علي‌ وجه‌ التأكيد، لأن‌ خلودهم‌ ‌فيها‌ إنزالهم‌ ‌فيها‌، كأنه‌ ‌قال‌: نزلوها نزلا، و ‌هو‌ بمعني‌ أنزلوها إنزالا.

و يحتمل‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ نصبا ‌علي‌ التفسير، كقولك‌: ‌هو‌ لك‌ هبة. و واحدة الأبرار بار:

مثل‌ صاحب‌، و أصحاب‌. و يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ ‌بر‌ و أبرار‌-‌ ‌علي‌ فعل‌ و أفعال‌-‌ تقول‌:

بررت‌ والدي‌، فانا ‌بر‌. و أصله‌ برر لكن‌ أدغمت‌ الراء للتضعيف‌. و ‌قوله‌: «وَ ما عِندَ اللّه‌ِ خَيرٌ» يعني‌ ‌من‌ الحباء و الكرامة، و حسن‌ المآب‌ خير للأبرار مما يتقلب‌ ‌فيه‌ ‌الّذين‌ كفروا، لأن‌ ‌ما يتقلبون‌ ‌فيه‌ زائل‌ فان‌ قليل‌، و ‌ما عند اللّه‌ دائم‌ ‌غير‌ زائل‌.

و ‌قد‌ بينا معني‌ (لكن‌) فيما مضي‌، و انها للاستدراك‌ بها خلاف‌ المعني‌ المتقدم‌ ‌من‌ اثبات‌ ‌بعد‌ نفي‌ ‌أو‌ نفي‌ ‌بعد‌ اثبات‌. فقوله‌: (لا يَغُرَّنَّك‌َ تَقَلُّب‌ُ الَّذِين‌َ كَفَرُوا فِي‌ البِلادِ) يتضمن‌ معني‌ فما ‌لهم‌ كبير نفع‌، فجاء ‌علي‌ ‌ذلک‌، (لكِن‌ِ الَّذِين‌َ اتَّقَوا رَبَّهُم‌ لَهُم‌ جَنّات‌ٌ) و ‌قوله‌: (تَجرِي‌ مِن‌ تَحتِهَا الأَنهارُ) معناه‌ تجري‌ ‌من‌ تحت‌ شجرها.

نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست