responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 607

أحدهما‌-‌ ‌أنه‌ ذكر للاستدعاء ‌الي‌ التوبة فهو يسمع‌ قول‌ العبد ‌فيها‌ و ‌ما يضمره‌ منها.

و الآخر التحذير ‌من‌ الجزاء بالسيئة، لأنه‌ يعلم‌ الاعمال‌ و يسمع‌ الاسرار و الإعلان‌. و ‌ذلک‌ دليل‌ ‌علي‌ ملك‌ الجزاء بالثواب‌ و العقاب‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 77]

قُل‌ يا أَهل‌َ الكِتاب‌ِ لا تَغلُوا فِي‌ دِينِكُم‌ غَيرَ الحَق‌ِّ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهواءَ قَوم‌ٍ قَد ضَلُّوا مِن‌ قَبل‌ُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَن‌ سَواءِ السَّبِيل‌ِ (77)

آية بلا خلاف‌.

أمر اللّه‌ ‌تعالي‌ نبيه‌ (ص‌) ‌أن‌ يخاطب‌ أهل‌ الكتاب‌، و ‌هم‌ النصاري‌ ها هنا.

و ‌قال‌ قوم‌: المراد ‌به‌ اليهود و النصاري‌، لأن‌ اليهود أيضاً غلوا ‌في‌ تكذيب‌ عيسي‌، و ‌محمّد‌ (ص‌) و يقول‌ ‌لهم‌ «لا تَغلُوا فِي‌ دِينِكُم‌» و معناه‌ ‌لا‌ تتجاوزوا الحد ‌ألذي‌ حده‌ اللّه‌ لكم‌ ‌الي‌ الازدياد. و ضده‌ التقصير و ‌هو‌ الخروج‌ ‌عن‌ الحد ‌الي‌ النقصان‌. و الزيادة ‌في‌ الحد و النقصان‌ معاً فساد ‌ أي ‌ و دين‌ اللّه‌ ‌ألذي‌ أمر ‌به‌ ‌هو‌ ‌بين‌ الغلو، و التقصير، و ‌هو‌ الاقتصاد.

و ‌قوله‌ «وَ لا تَتَّبِعُوا أَهواءَ قَوم‌ٍ» و قل‌ ‌لهم‌: ‌لا‌ تسلكوا سبيل‌ الأوائل‌، لأن‌ الاتباع‌ ‌هو‌ سلوك‌ الثاني‌ طريقة الأول‌ ‌علي‌ وجه‌ الاقتداء ‌به‌ و ‌قد‌ يتبع‌ الثاني‌ الأول‌ ‌في‌ الحق‌ و ‌قد‌ يتبعه‌ ‌في‌ الباطل‌. و إنما يعلم‌ أحدهما بدليل‌.

و المراد ها هنا النهي‌ ‌عن‌ اتباع‌ سبيلهم‌ الباطل‌. و (الأهواء) ها هنا المذاهب‌ ‌الّتي‌ تدعوا اليها الشهوة دون‌ الحجة، لأن‌ ‌قد‌ يستثقل‌ النظر ‌لما‌ ‌فيه‌ ‌من‌ المشقة، و يميل‌ طبعه‌ ‌الي‌ بعض‌ المذاهب‌ فيعتقده‌، و ‌هو‌ ضلال‌ فيهلك‌ ‌به‌. و ‌قوله‌:

نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 607
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست