للافعال، لأنه بمنزلة بئس العمل عملهم، و هذا ذم لذلك العمل إلا انه جري علي طريقة الحقيقة أو طريقة المجاز بدليل آخر يعلم. و قد كثر استعماله حتي قيل الأخلاق المحمودة و الأخلاق المذمومة. و نعم ما صنعت و بئس ما صنعت و أصل الذم و اللوم واحد إلا أن الذم كثر في نفس العمل دون اللوم، لأنه لا يقال: لمت عمله کما يقال ذممت عمله. و (ما) في قوله «لبئس ما» يحتمل أمرين: أحدهما- ان تكون كافة کما تكون في انما زيد منطلق و ليتما عمرو قائم، فلا يکون لها علي هذا موضع. الثاني ان تكون نكرة موصوفة كأنه قيل: لبئس شيئاً كانوا يعملون.
لَو لا يَنهاهُمُ الرَّبّانِيُّونَ وَ الأَحبارُ عَن قَولِهِمُ الإِثمَ وَ أَكلِهِمُ السُّحتَ لَبِئسَ ما كانُوا يَصنَعُونَ (63)
آية معني «لو لا» ها هنا هلا. و أصلها ان يمتنع الشيء لوجود غيره.
(لو) معناها امتناع الشيء لامتناع غيره. و قال الرماني أصلها التقدير لوجوب الشيء عن الاول فنقلت الي التحضيض علي فعل الثاني من أجل الاول. و ان لم يذكر و لا بد معها من دلالة دخلها معني: لم لا يفعل.
فان قيل كيف تدخل (لو لا) علي الماضي و هي للتحضيض و في التحضيض معني الامر!؟ قيل: لأنها تدخل للتحضيض و التوبيخ، فإذا كانت مع الماضي فهي توبيخ كقوله تعالي «لَو لا جاؤُ عَلَيهِ بِأَربَعَةِ شُهَداءَ»[1] و قوله «لَو لا إِذ سَمِعتُمُوهُ ظَنَّ المُؤمِنُونَ وَ المُؤمِناتُ بِأَنفُسِهِم خَيراً»[2].