responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 569

‌بما‌ يستحقه‌ ‌من‌ المقت‌ ‌له‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 58]

وَ إِذا نادَيتُم‌ إِلَي‌ الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَ لَعِباً ذلِك‌َ بِأَنَّهُم‌ قَوم‌ٌ لا يَعقِلُون‌َ (58)

آية بلا خلاف‌.

النداء و الدعاء بمد الصوت‌ ‌علي‌ طريقة ‌ يا ‌ فلان‌ و أصله‌ ندي‌ الصوت‌ و ‌هو‌ ‌بعد‌ مذهبه‌ و ضجة جرمه‌. و ‌منه‌ قولهم‌: أناديك‌ و ‌لا‌ أناجيك‌ ‌ أي ‌ أعالنك‌ النداء، و ‌لا‌ أسر لك‌ النجوي‌، و أصل‌ الباب‌ الندو، و ‌هو‌ الاجتماع‌ يقال‌ ندي‌ القوم‌ يندون‌ ندواً ‌إذا‌ اجتمعوا ‌في‌ النادي‌، و ‌منه‌ دار الندوة و ندي‌ الماء، لأنه‌ يجتمع‌ قليلا قليلا و ندي‌ الصوت‌ لأنه‌ ‌عن‌ جرم‌ ندي‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ صفة الكفار ‌الّذين‌ نهي‌ اللّه‌ المؤمنين‌ ‌عن‌ اتخاذهم‌ أولياء بأنهم‌ ‌إذا‌ نادي‌ المؤمنون‌ ‌الي‌ الصلاة و دعوا اليها اتخذوها هزواً و لعباً و ‌في‌ معني‌ ‌ذلک‌ قولان‌:

‌قال‌ قوم‌: إنهم‌ كانوا ‌إذا‌ أذن‌ المؤمنون‌ للصلاة تضاحكوا فيما بينهم‌ و تغامزوا ‌علي‌ طريق‌ السخف‌ و الجنون‌ تجهيلا لأهلها، و تنفيراً للناس‌ عنها، و ‌عن‌ الداعي‌ اليها.

الثاني‌-‌ أنهم‌ كانوا يرون‌ المنادي‌ اليها بمنزلة اللاعب‌ الهازئ‌ بفعلها جهلا منهم‌ بمنزلها و ‌قال‌ ‌أبو‌ ذهيل‌ الجمحي‌:

و أبرزتها ‌من‌ بطن‌ مكة ‌بعد‌ ‌ما        أصات‌ المنادي‌ بالصلاة فأعتما

و ‌قوله‌ ‌تعالي‌: «بِأَنَّهُم‌ قَوم‌ٌ لا يَعقِلُون‌َ» ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ انهم‌ ‌لا‌ يعقلون‌ ‌ما ‌لهم‌ ‌في‌ اجابتهم‌ ‌لو‌ أجابوا اليها ‌من‌ الثواب‌،

نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست