النداء و الدعاء بمد الصوت علي طريقة يا فلان و أصله ندي الصوت و هو بعد مذهبه و ضجة جرمه. و منه قولهم: أناديك و لا أناجيك أي أعالنك النداء، و لا أسر لك النجوي، و أصل الباب الندو، و هو الاجتماع يقال ندي القوم يندون ندواً إذا اجتمعوا في النادي، و منه دار الندوة و ندي الماء، لأنه يجتمع قليلا قليلا و ندي الصوت لأنه عن جرم ندي.
أخبر اللّه تعالي عن صفة الكفار الّذين نهي اللّه المؤمنين عن اتخاذهم أولياء بأنهم إذا نادي المؤمنون الي الصلاة و دعوا اليها اتخذوها هزواً و لعباً و في معني ذلک قولان:
قال قوم: إنهم كانوا إذا أذن المؤمنون للصلاة تضاحكوا فيما بينهم و تغامزوا علي طريق السخف و الجنون تجهيلا لأهلها، و تنفيراً للناس عنها، و عن الداعي اليها.
الثاني- أنهم كانوا يرون المنادي اليها بمنزلة اللاعب الهازئ بفعلها جهلا منهم بمنزلها و قال أبو ذهيل الجمحي:
و أبرزتها من بطن مكة بعد ما أصات المنادي بالصلاة فأعتما
و قوله تعالي: «بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَعقِلُونَ» قيل في معناه قولان: