responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 567

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 57]

يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِين‌َ اتَّخَذُوا دِينَكُم‌ هُزُواً وَ لَعِباً مِن‌َ الَّذِين‌َ أُوتُوا الكِتاب‌َ مِن‌ قَبلِكُم‌ وَ الكُفّارَ أَولِياءَ وَ اتَّقُوا اللّه‌َ إِن‌ كُنتُم‌ مُؤمِنِين‌َ (57)

آية قرأ «و الكفار» بالجر ‌أبو‌ عمرو، و نافع‌، و الكسائي‌. و الباقون‌ بالنصب‌، فمن‌ نصب‌ عطف‌ ‌علي‌ «الَّذِين‌َ اتَّخَذُوا دِينَكُم‌» و حجتهم‌ ‌في‌ ‌ذلک‌ ‌قوله‌: «لا يَتَّخِذِ المُؤمِنُون‌َ الكافِرِين‌َ أَولِياءَ». و ‌من‌ جر عطف‌ ‌علي‌ «مِن‌َ الَّذِين‌َ أُوتُوا الكِتاب‌َ» ‌ أي ‌ و ‌من‌ الكفار أولياء و حجتهم‌ ‌في‌ ‌ذلک‌ ‌أن‌ الحمل‌ ‌علي‌ أقرب‌ العاملين‌ أجود، لأنها لغة القرآن‌ و حسن‌ الحمل‌ ‌علي‌ الجر، لان‌ فرق‌ الكفار ثلاث‌ المشرك‌. و المنافق‌. و الكتابي‌ ‌ألذي‌ ‌لم‌ يسلم‌ و ‌قد‌ ‌کان‌ منهم‌ الهزء فساغ‌ لذلك‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ الكفار مجروراً و تفسيراً للموصول‌ و موضحاً ‌له‌.

و ‌قد‌ اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌أن‌ المشركين‌ ‌کان‌ منهم‌ استهزاء بقوله‌ «إِنّا كَفَيناك‌َ المُستَهزِئِين‌َ»[1] و ‌عن‌ المنافقين‌ ‌في‌ ‌قوله‌: «وَ إِذا خَلَوا إِلي‌ شَياطِينِهِم‌ قالُوا إِنّا مَعَكُم‌ إِنَّما نَحن‌ُ مُستَهزِؤُن‌َ»[2] و اخبر ‌عن‌ الكتابي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌. ‌فقال‌ «لا تَتَّخِذُوا الَّذِين‌َ اتَّخَذُوا دِينَكُم‌ هُزُواً وَ لَعِباً مِن‌َ الَّذِين‌َ أُوتُوا الكِتاب‌َ مِن‌ قَبلِكُم‌ وَ الكُفّارَ» و ‌إن‌ وقع‌ ‌علي‌ جميع‌ الأصناف‌، فهو ‌في‌ ‌من‌ ليس‌ ‌من‌ أهل‌ الكتاب‌ أليق‌، و ‌عليه‌ أغلب‌، فلذلك‌ أفرد بالذكر. و ‌قال‌ الحسن‌: المعني‌ بالكفار مشركوا العرب‌، و إنما دخل‌ غيرهم‌ ‌في‌ الحكم‌ ‌بما‌ صحب‌ الكلام‌ ‌من‌ الدليل‌


[1] ‌سورة‌ المجادلة آية 19.
[2] ‌سورة‌ البقرة آية 14.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست