«سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَ يَقُولُونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم»[1] لما کان في کل واحدة من الجملتين ذكر ما تقدم اكتفي بذلك عن الواو. و يدل علي حسن اثبات الواو قوله «وَ يَقُولُونَ سَبعَةٌ وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم».
و قوله «وَ يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا» أي الّذين صدقوا باللّه و رسوله ظاهراً و باطناً تعجباً من نفاق المنافقين «أَ هؤُلاءِ الَّذِينَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم إِنَّهُم لَمَعَكُم» في معاونتكم علي أعدائكم و نصرتكم «حَبِطَت أَعمالُهُم» أي ضاعت أعمالهم الّتي عملوها، لأنهم أوقعوها علي خلاف الوجه المأمور به، لأن ما فعلوه فعلوه علي وجه النفاق دون التقرب به الي اللّه. و قوله «فَأَصبَحُوا خاسِرِينَ» ليس المراد به معني الصباح، و إنما معناه صاروا خاسرين، و مثل ذلک قولهم: ظل فلان بفعل كذا، و بات يفعل كذا، و ليس بمراد وقت بعينه، و إنما وصفهم بالخسران، لأنهم فوتوا نفوسهم الثواب و استحقوا عوضاً منه العقاب فأي خسران أعظم من ذلک.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن دِينِهِ فَسَوفَ يَأتِي اللّهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي المُؤمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لا يَخافُونَ لَومَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (54)
آية قرأ نافع و أهل المدينة «يرتدد» بدالين، و به قرأ إبن عامر، و كذلك