أن يعاقب علي وجه الجزاء، لأنه لو لم يكن قادراً عليه لما کان فيه وجه مدح «وَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» معناه هاهنا أن من ملك السموات و الإرض و قدر علي هذه الأجسام و الاعراض الّتي يتصرف فيها و يديرها، فهو لا يعجزه شيء لقدرته علي کل جنس من أجناس المعاني. و قوله «عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» عام في کل ما يصح أن يکون مقدراً له تعالي. و لا يحتاج الي أن يقيد بذكر ما تصح القدرة عليه لأمرين:
أحدهما- ظهور الدلالة عليه، فجاز ألا يذكر في اللفظ.
و الآخر- أن ذلک خارج مخرج المبالغة کما يقول القائل أتاني أهل الدنيا. و لعله لم يجئه الا خمسة فاستكثرهم.
يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحزُنكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الكُفرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنّا بِأَفواهِهِم وَ لَم تُؤمِن قُلُوبُهُم وَ مِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمّاعُونَ لِلكَذِبِ سَمّاعُونَ لِقَومٍ آخَرِينَ لَم يَأتُوكَ يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِن بَعدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِن أُوتِيتُم هذا فَخُذُوهُ وَ إِن لَم تُؤتَوهُ فَاحذَرُوا وَ مَن يُرِدِ اللّهُ فِتنَتَهُ فَلَن تَملِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَم يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُم لَهُم فِي الدُّنيا خِزيٌ وَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (41)