في سبيل اللّه قد يکون باللسان و اليد و القلب و السيف و القول و الكتاب.
و قوله: (لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ) يحتمل أمرين:
أحدهما- اعملوا لتفلحوا و معناه و يکون غرضكم الصلاح فهذا يصح مع اليقين.
الثاني- اعملوه علي رجاء الصلاح به فهذا مع الشك في خلوصه مما يحبطه و هذا الوجه لا يصح إلا علي مذهب من قال بالإحباط. فاما من لا يقول به فلا يصح ذلک فيه غير أنه يمكن أن يقال الشك فيه يجوز أن يکون في هل أوقعه علي الوجه المأمور به أم لا! لأنه لا حال إلا و هو يجوز أن يکون فرط فيما أمر به «هُمُ المُفلِحُونَ» هم الفائزون بما فيه غاية صلاح أحوالهم.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَو أَنَّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ لِيَفتَدُوا بِهِ مِن عَذابِ يَومِ القِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنهُم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا مِنَ النّارِ وَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنها وَ لَهُم عَذابٌ مُقِيمٌ (37)
آيتان بلا خلاف أخبر اللّه تعالي في هذه الآية «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَو أَنَّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ» و افتدوا بجميع ذلک من العذاب ألذي يستحقونه علي كفرهم «ما تُقُبِّلَ مِنهُم».
و الّذين في موضع نصب بان و خبر (ان) الجملة في (لو) و جوابها.
و قوله: «وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ» يحتمل أمرين: