و قوله «فَأَصبَحَ مِنَ النّادِمِينَ» قيل كانت توبته غير صحيحة، لأنها لو كانت صحيحة لاستحق عليها الثواب. و قال أبو علي: ندم علي قتله علي غير الوجه ألذي يکون الندم توبة لأنه ندم لأنه لم ينتفع به و ناله ضرر بسببه من أبيه و اخوته. و لو کان علي الوجه الصحيح لقبل اللّه توبته. و علي مذهبنا کان يستحق الثواب لو كانت صحيحة، و إن لم يسقط العقاب.
مِن أَجلِ ذلِكَ كَتَبنا عَلي بَنِي إِسرائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفساً بِغَيرِ نَفسٍ أَو فَسادٍ فِي الأَرضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعاً وَ مَن أَحياها فَكَأَنَّما أَحيَا النّاسَ جَمِيعاً وَ لَقَد جاءَتهُم رُسُلُنا بِالبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنهُم بَعدَ ذلِكَ فِي الأَرضِ لَمُسرِفُونَ (32)
آية عند الجميع قرأ أبو جعفر و الزبير (من أجل) ذلک بفتح النون و اسكان الهمزة و مثله (قد أفلح) و ما أشبهه. الباقون يقطعون الهمزة بفتح النون بنقل الحركة من الهمزة الي ما قبلها. و من أسكنها تركها علي أصلها.
و معني (من أجل) من جراء ذلک و جريرته. و قال الزجاج: معناه من جناية ذلک. يقال أجلت الشيء أجلًا إذا اجنيته. قال الخواني:
و أهل خباء صالح ذات بينهم قد احتربوا في عاجل أنا آجله[1]