في هذه الآية إخبار عن إبن آدم (ع) المقتول أنه قال: لا أبدأك بالقتل لأني «أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثمِي» و معناه أن ترجع، و أصله الرجوع الي المنزل يقال: باء إذا رجع الي المباءة و هي المنزل «وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ»[1] أي رجعوا. و البواء الرجوع بالقود، و هم في هذا الأمر بواء أي سواء، لأنهم يرجعون فيه الي معني واحد. و قال الشاعر:
ألا تنتهي عنا ملوك و تتقي محارمنا لا يبؤؤ الدم بالدم[2]
أي لا يرجع الدم بالدم. و قوله «بِإِثمِي وَ إِثمِكَ» معناه اثم قتلي ان قتلتني، و اثمك ألذي کان منك قبل قتلي- هذا قول إبن عباس، و إبن مسعود و الحسن، و قتادة، و الضحاك، و مجاهد- و قال مجاهد معناه خطيئاتي و دمي، ذهب الي ان المعني مثل إثمي. و قال الجبائي، و الزجاج. و إثمك ألذي من أجله لم يتقبل قربانك. و يجوز أن يريد باثمي الأول اثم قتلي ان قتلتني