وجه اتصال هذه الآية بما قبلها أن اللّه تعالي أراد أن يبين أن حال اليهود في الظلم و نقض العهد و ارتكاب الفواحش من الأمور كحال إبن آدم قابيل في قتله أخاه هابيل، و ما عاد عليه من الوبال بتعديه. فأمر نبيه أن يتلو عليهم اخبارهما و فيه تسلية للنبي (ص) لما ناله من جهلهم بالتكذيب في جحوده و تبكيت اليهود.
و قوله: «إِذ قَرَّبا قُرباناً» متعلق بنبإ، و تقديره: اقرأ عليهم خبر ابني آدم و ما جري منهما إذ قربا قرباناً. و القربان يقصد به القرب من رحمة اللّه من أعمال البر و هو علي وزن فعلان من القرب، كالفرقان من الفرق، و العدوان من العدو، و الشكران من الشكر، و الكفران من الكفر.
قال إبن عباس و عبد اللّه بن عمر، و مجاهد، و قتادة، و أكثر المفسرين:
إن المتقربين كانا ولدي آدم لصلبه: قابيل، و هابيل. و قال الحسن، و أبو مسلم محمّد بن بحر، و الزجاج: هما من بني إسرائيل، لأن علامة تقبل القربان لم تكن قبل ذلک. و کان سبب قبول قربان أحدهما. ورد الآخر أحد أمرين:
أحدهما- أنه رد قربان أحدهما لأنه کان فاجراً فاسقاً. و قبل قربان هابيل لأنه کان متقياً مطيعاً، و لذلك قال اللّه (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ المُتَّقِينَ).
الثاني- انه قرَّب بشر ماله و أخسه. و قرب الآخر بخير ماله، و أشرفه.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 492