إنما دخلت الواو في «أَ وَ لَمّا أَصابَتكُم» لعطف جملة علي جملة إلا أنه تقدمها ألف الاستفهام، لأن له صدر الكلام. و إنما اتصل الواو الثاني بالأول ليدل علي تعلقه به في المعني، و ذلک أنه وصل التقريع علي الخطيئة بالتذكير بالنعمة لفرقة واحدة. و المصيبة الّتي أصابت المسلمين هو ما أصابهم يوم أحد، فانه قتل منهم سبعون رجلا و كانوا هم أصابوا من المشركين يوم بدر مثليها، فإنهم كانوا قتلوا من المشركين سبعين و أسروا منهم سبعين في- قول قتادة، و الربيع، و عكرمة، و السدي- فقال الزجاج: لأنهم أصابوا يوم أحد منهم مثلهم، و يوم بدر مثلهم، فقد أصابوا مثليهم. و هذا ضعيف، لأنه خلاف لأهل السير، لأنه لا خلاف أنه لم يقتل من المشركين مثل من قتل من المسلمين بل قتل منهم نفر يسير، فحمله علي ما قاله ترك الظاهر. و قوله: حكاية عن المسلمين «أَنّي هذا» أي من أين هذا.
و قوله: «قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم» قيل فيه ثلاثة أقوال:
أحدها-
قال قتادة، و الربيع: لأنهم اختلفوا في الخروج من المدينة للقتال يوم أحد و کان دعاهم النبي (ص) إلي أن يتحصنوا بها و يدعوا المشركين إلي أن يقصدوهم فيها، فقالوا كنا نمتنع من ذلک في الجاهلية، و نحن في الإسلام، و أنت يا رسول اللّه نبينا أحق بالامتناع و أعز.
و الثاني-
روي عن علي (ع) و عبيدة السلماني أن الحكم کان في أسري بدر
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 40